دراسة في علم الأعصاب: النصوص المطبوعة تعزز المشاركة المعرفية لدى القراء الصغار

دراسة جديدة في علم الأعصاب توضح أن النصوص المطبوعة تعزز من المشاركة المعرفية لدى القراء الصغار للمزيد من تفاصيل تابعي المقال التالي.

في العصر الرقمي، أصبح التحول من الوسائط المطبوعة التقليدية إلى شاشات القراءة موجودًا في كل مكان تقريبًا، حتى أنه يمس الروتين اليومي للأطفال الصغار. تقدم الأبحاث الحديثة المنشورة في PLOS One نظرة ثاقبة حول كيفية تأثير هذا التحول على معالجة الدماغ للمحتوى المكتوب. وجدت الدراسة أن القراءة من الورق المطبوع تؤدي إلى نشاط أكبر في أجزاء الدماغ المرتبطة بالانتباه والمشاركة المعرفية مقارنة بالقراءة من الشاشات، مما يشير إلى أن الطباعة قد تكون أكثر ملاءمة لتركيز الاهتمام لدى الأطفال. وهنا دراسة جديدة تؤكّد: كتابة الأطفال باليد أفضل لذاكرتهم!

تأثير “دونية الشاشة” على مستويات الفهم

أظهرت الأبحاث السابقة أن القراءة من الشاشات يمكن أن ترتبط بانخفاض مستويات الفهم والحفظ مقارنة بالقراءة من المواد المطبوعة. وقد لوحظت هذه الظاهرة، التي يشار إليها غالبًا باسم تأثير “دونية الشاشة”، عبر مختلف الفئات العمرية، لكن أسسها العصبية الحيوية، خاصة عند الأطفال، لا تزال غير مستكشفة.

نظرًا للدمج المتزايد للوسائط الرقمية في البيئات التعليمية، حيث يتم استبدال الكتب المدرسية ومواد القراءة الورقية بالأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر، سعى فريق من الباحثين إلى فهم أفضل لأنماط نشاط الدماغ المحددة المرتبطة بالوسائل الرقمية مقابل القراءة المطبوعة لدى القراء الشباب. ولتحقيق ذلك، استخدموا أداة علم الأعصاب المعروفة باسم تخطيط كهربية الدماغ (EEG)، والتي تسجل النشاط الكهربائي في الدماغ من خلال أقطاب كهربائية موضوعة على فروة الرأس. وتعرّفي على كيفيّة تشكيل ألعاب تعليمية للاطفال 6 سنوات

تأثير القراءة المطبوعة على المهارات المعرفية

شملت الدراسة خمسة عشر طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و8 سنوات، وهي مرحلة تنموية حاسمة للمهارات المعرفية ومهارات القراءة. تم اختيار هؤلاء المشاركين لتمثيل التطور النموذجي دون مشاكل عصبية أو تنموية معروفة.

شارك كل طفل في جلسة قراءة حيث تعرضوا لحالتين مختلفتين: القراءة من الورق المطبوع والقراءة من الشاشة. تضمنت كل حالة قراءة النصوص التفسيرية المناسبة للعمر متبوعة بأسئلة الفهم لتقييم فهمهم. وقد ساعدت أسئلة الفهم على إشراك الأطفال بشكل فعال في النصوص وتوفير مقياس لمدى فهمهم للمادة في كل وسيلة.

عندما يقرأ الأطفال من الورق المطبوع، أظهر مخطط كهربية الدماغ قوة طيفية أعلى في نطاقات التردد الأعلى، وتحديدًا في نطاقات بيتا وغاما. ترتبط هذه الترددات بشكل عام بمزيد من المشاركة المعرفية والاهتمام. ويشير هذا إلى أن القراءة من الورق من المحتمل أن تسهل مستوى أعلى من التركيز المعرفي واليقظة العقلية. وتعرفي متى يبدأ الطفل بالكلام بوضوح وكيف يمكنك مساعدته على ذلك؟

أظهرت نتائج مخطط كهربية الدماغ (EEG) من قراءة الشاشة قوة طيفية أعلى في نطاقات التردد المنخفضة، ولا سيما نطاقات ألفا وثيتا. غالبًا ما ترتبط هذه النطاقات بحالات انتباه أقل تركيزًا، مثل أحلام اليقظة أو الشرود الذهني. بالإضافة إلى ذلك، لوحظ ارتفاع نسبة ثيتا / بيتا أثناء قراءة الشاشة مقارنة بقراءة الورق. يتم تفسير هذه النسبة عادة على أنها علامة على الحمل المعرفي، مما يشير إلى أن الأطفال قد يواجهون صعوبة أكبر في الحفاظ على تركيز الاهتمام ومعالجة المعلومات عند القراءة من الشاشات.

واستكشف الباحثون أيضًا العلاقة بين أنماط تخطيط أمواج الدماغ هذه وأداء الأطفال في اختبارات الانتباه الموحدة. ووجدوا علاقة سلبية كبيرة بين نسبة ثيتا/بيتا أثناء قراءة الشاشة والدقة في مهمة Sky-Search، وهو اختبار يقيس الاهتمام البصري وتركيز المهمة. ارتبطت نسب ثيتا / بيتا الأعلى بأداء ضعيف في هذه المهمة، مما يدعم فكرة أن قراءة الشاشة قد تفرض حملًا إدراكيًا أعلى، مما يجعل من الصعب على الأطفال التركيز والانتباه بفعالية إلى المهمة التي بين أيديهم.

القراءة من الشاشة تفرض عبئًا معرفيًا أكبر على الأطفال

علاوة على ذلك، كان هناك ارتباط إيجابي بين نسبة ثيتا/بيتا والوقت المستغرق لإنجاز المهام بدقة أثناء قراءة الشاشة. يشير هذا إلى أن قراءة الشاشة لا تؤثر فقط على قدرة الأطفال على التركيز، ولكنها تؤثر أيضًا على كفاءتهم في معالجة المعلومات والاستجابة لها، ويرجع ذلك على الأرجح إلى زيادة الجهد المعرفي المطلوب.

توفر هذه النتائج معًا أدلة بيولوجية عصبية تدعم فكرة أن القراءة من الشاشة قد تفرض عبئًا معرفيًا أكبر على الأطفال، مما يؤثر على قدرتهم على التركيز ومعالجة المعلومات بشكل فعال كما هو الحال عند القراءة من الورق. وقد يهمك طرق مبتكرة لتعليم الأطفال الحروف والأرقام بشكل ممتع ومحفز

لكن حجم العينة الصغير والفئة العمرية المحددة للمشاركين قد يحدان من إمكانية تعميم النتائج. يمكن للأبحاث المستقبلية توسيع النطاق العمري وتضمين المزيد من المشاركين لتوفير فهم أوسع للتأثيرات العصبية لوسائل القراءة المختلفة. هناك حاجة أيضًا إلى مزيد من البحث لاستكشاف كيف يمكن أن تختلف هذه النتائج باختلاف أنواع النصوص (السرد مقابل التفسيري) وفي ظل ظروف القراءة المختلفة، مثل التنسيقات الرقمية التفاعلية.

الدراسة التي تحمل عنوان “ارتفاع نسبة ثيتا بيتا أثناء استخدام الورق على الشاشة مقابل الورق المطبوع ترتبط بانخفاض الاهتمام لدى الأطفال: دراسة تخطيط كهربية الدماغ”، من تأليف ميشال زيفان، وساسون فاكنين، ونمرود بيليج، وراكيفيت أكرمان، وتسيبي هورويتز-كراوس.

تم نشر هذا المقال على موقع عائلتي

2024-04-16T15:30:58Z dg43tfdfdgfd